مقدمة في مفهوم الوسائط المتعددة

الوسائط المتعددة أو (Multimedia) مسار يندرج ضمن مسارات تخصص الإعلام في مجال الاتصال. فالمهمة الأساسية لهذا المسار هو التعامل وتعظيم استخدام الصورة والنص والفيديو في الإعلام. مع تطور التقنيات الحديثة كانت هناك حاجة مُلحة لتوظيف تلك الوسائط في المحتويات الإعلامية فمع ظهور الجرائد الورقية كانت هناك حاجة لإضافة أداة الصور للتعبير عن النص. وعند انتشار شبكات الإنترنت كانت هناك حاجة لإضافة المواد المًصورة كالفيديو ضمن محتويات الخبر الصحفي لدعم المحتوى بمشاهد مصورة من الحدث.

مثال: الهيئة العامة للغذاء والدواء

لو افترضنا بأن الهيئة العامة للغذاء والدواء في اليوم العالمي للتوعية بأضرار التدخين، تود القيام بحملة توعوية إعلامية عن أضرار التدخين، فإن فئاتها المستهدفة قد تختلف مدى تأثرها من الحملة بحسب نوع الوسائط المستخدمة في الحملة مع العلم يمكن توظيف جميع تلك الوسائط في منتج إعلامي واحد ويمكن تلخيص تلك الأدوات على النحو الآتي:

1.
2.
3.
4.
5.

النص:

يمكننا توظيف واستخدام النص في الحملة عبر إنشاء محتويات نصية إبداعية أو مطبوعات ترويجية لتوعية المجتمع عن أضرار التدخين. يعتبر النص أحد أهم الوسائط الإعلامية التي يجب أن يتمكن منها الإعلامي.

الصورة:

الصورة أحد أهم الوسائط الإعلامية في وقتنا الحالي، فمن خلال الصورة يمكننا توعية المجتمع عن أضرار التدخين عبر إبراز صورة للرئة المصابة نتيجة التدخين. كما يمكننا توظيف الصورة عبر إبراز بعض الرسومات التوضيحية وغيرها.

الفيديو:

أحد المهارات الأساسية في هذا التخصص هو الإلمام بإنتاج الفيديوهات كالتقارير الإعلامية أو الرسومات المتحركة القصيرة. كما يمكننا من خلال الفيديو تصوير عيادات معالجة ومكافحة التدخين.

الصوت:

يمكن من خلال الصوت عقد لقاءات مع مرضى التدخين أو مقابلات صوتية مع أخصائيين توعية مكافحة التدخين، كما يمكن توظيف المهارات في صناعة المؤثرات الصوتية في التقارير الإعلامية أو استخدام الصوت كمادة أساسية.

لغات البرمجة:

مع تطور تقنيات ووسائل الإعلام أصبح توظيف البرمجة أحد المهارات المهمة لأي متخصص في الوسائط المتعددة حيث يمكن توظيف على سبيل المثال الخرائط الرقمية أو تقنيات التصوير الحديثة كالـ NeRF وغيرها في المحتويات الإعلامية.

ملاحظة: يمكن الاستفادة من منتجات الوسائط المتعددة بشكل منفرد أو بشكل متكامل بحيث يمكن نشر الفيديو في شبكات التواصل وفي نفس الوقت توظيفه في الصفحة التفاعلية أو صفحة الهبوط لنفس الحملة الإعلامية.

شكل تخيلي لصفحة إلكترونية تحتوي على وسائط متعددة

إذاً يمكننا القول بأن مسار الوسائط المتعددة يقوم على مبدأ التعامل مع الصورة، والصوت، والنص، والفيديو. مع تقدم العلم وتطور التقنيات المستخدمة في الإعلام والاحتياجات القائمة والمستمرة لتلك الوسائط فأصبح لدينا مفاهيم أخرى طرأت في الساحة مثل التعامل مع مفاهيم التزييف العميق أو التحقق من صحة الصورة أو الفيديو وفي بعض الحالات من الصوت أو مصدر المعلومة المنشورة كالنصوص المفبركة أو الاقتباسات النصية والتي تم التلاعب بها بهدف معين أو بدون قصد. أضف إلى ذلك فإن البيئة الاتصالية تتطور يومًا بعد يوم فالوسائل المستخدمة اليوم لا يمكن استخدامها في المستقبل فظهر لنا مفاهيم جديدة متعلقة بالبيئة كالواقع الافتراضي والواقع الهجين. 

 

هذا التطور المتسارع عكس على مفهوم مسار الوسائط المتعددة فأصبح لدينا تخصصات دقيقة يمكن حصرها وفق ثلاث مسارات وهي:

1 مصمم وسائط متعددة أو Multimedia Designer:

هذا التخصص الدقيق يهتم بتصميم الوسائط المتعددة في بيئتها الطبيعية كتصميم فيديو لمجموعة مقاطع خام أو تحرير مادة صوتية بها شوائب صدى أو تشويش في البيئة المحيطة. مهارات المتخصص تنحصر في استخدام أدوات وبرامج التصاميم المتخصصة كبرامج أدوبي وبرامج تدعم مفاهيم التصميم بشكل عام. هنا أمثلة حية:

2 محلل وسائط متعددة أو Multimedia Analysis:

هذا التخصص الدقيق يهتم بالتحقق وتحليل واستخراج بيانات حيوية من الوسائط المتعددة كالتحقق من صحة الصوت ومصدرها أو البحث عن مكان حدث ما باستخدام الصورة أو الكشف عن التزييف العميق في الفيديو أو تحليل موجات الصوت في مقطع صوتي أو التعرف على مكونات الصورة والفيديو وغيرها. مهارات المتخصص تنحصر في استخدام أدوات ومهارات مختلفة باستخدام نماذج برمجية جاهزة أو لغات برمجية كالبايثون وغيرها من اللغات البرمجية ذات العلاقة. هنا أمثلة حية:

3. معالج وسائط متعددة:

هذا التخصص الدقيق يهتم بمعالجة الوسائط في البيئات الثلاثة: الافتراضية والهجين والمعزز باستخدام تقنيات وأدوات لمعالجة الوسائط المتعددة في هذه البيئات المتقدمة على سبيل المثال، النمذجة ثلاثية الأبعاد، والمحاكاة، والعالم الافتراضي، والتتبع الحركي لتمكين التفاعل والتلاعب بالعناصر المتعددة في البيئة. بشكل عام، يهدف معالج الوسائط المتعددة في هذه البيئات إلى تطوير تقنيات وأدوات تعزز التفاعل والتجربة وتحسين الأداء وتوفير قيمة إضافية للمستخدمين في تلك البيئات المتقدمة.

مقالات اخرى: