ميم الإنترنت بشكل مبسط هي فكرة ، سلوك ، ستايل ينتقل من شخص إلى أخر بواسطة الإنترنت. و قد يتخذ عدة أشكال لا حصر لها منها صورة ، فيديو ، صوت، رابط إلكتروني، موقع إلكتروني ، أو حتى هاشتاق. هذا التصرف البسيط يتخذ خاصية الإنتشار و التفاعل بواسطة المدونات أو شبكات التواصل الإجتماعية أو حتى بواسطة البريد الإلكتروني. ميم الإنترنت هو سلوك في غالبه لتغيير سلوك بشكل مبسط أو حركة إجتماعية للتأثير على سلوك معين. التاريخ الفعلي لميم الإنترنت بدأ مع إنتشار الإنترنت بحيث يقوم شخص ما بفكرة معينة و يقوم أشخاص أخرين بتكراره بطريقة مغايرة لكن تحمل نفس الفكرة و قد تأخذ هذه الفكرة حيز الإنتشار إذا ما كانت الفكرة الأساسية غريبة أو مميزة في محتواها و تأخذ منحنى البساطة في الإستيعاب لكافة شرائح المشاهدين ، بعض هذه الحركات قد تأخذ حيز المسؤولية الإجتماعية مثل تفاعل الناس مع قضية معينة تهم شريحة معينة أو مشكلة إجتماعية يتخذ فيها تفاعل الناس معها بالتعبير بالرفض أو الإيجاب عن طريق تكرار العملية أو الحركة.  كلمة ” ميم ” نفسه هي كلمة إنجليزية مقتبسة من كتاب The Selfish Gene للكاتب ريتشارد دوكينس في شرحه لمفهوم إنتشار ثقافة المعلومة 

رقصة الهامستر هي ربما أقدم ميم الإنترنت ، و تعود قصتها إلى صاحبة الفكرة لكندية صممت صفحة إنترنت في عام ١٩٩٨م لتعبر فيها عن حبها لحيوان الهامستر التي تمتلكه حيث أنشأت صورة من نوع gif لرقصة الحيوان بصيغة أكثر من ٣٠٠ حركة و سرعان ما إنتشر الموقع في المجموعات البريدية و غيرها من المواقع حيث قامت بعض المواقع بزيادة إنتشارها و إقتبست الرقصة لتصمم رقصة مشابهة لمحتوياتها الإلكترونية. 

ميم الإنترنت قد يتخذ عدة أشكال عديدة منها :

• فيديو

ميم الإنترنت إتخذ شكل الفيديو في معظم أحواله حيث يسهل تفاعل الجمهور مع المحتوى بطريقة سريعة حيث سهل تواجد موقع اليوتوب في إنتشار هذا النوع من ميم الإنترنت و ربما أشهر هذه الفيديوهات هو الفيديوهات من نوع فلاش موب و هي ربما أشهر الفيديوهات من نوع فيديو ميم حيث إنتشر بشكل كثيف في أوائل الألفية الميلادية و بالأخص في عام ٢٠٠٥م حيث إرتبطت الصورة الذهنية عند الناس عند ذكر فلاش موب بأنها رقصة جماعية و في الأساس ما هي إلا تصرف جماعي يقوم بها مجموعة بشكل مفاجئ مثلاً أن يرتدي مجموعة من الناس لباس موحد أو أن يقومون بالغناء فجأة بشكل موحد. و ربما الصور أدناه تشرح بشكل أفضل إستخدمات الفلاش موب.

و من أشهر فيديوهات ميم الإنترنت هو رقصة هارلم الذي إنتشر بشكل كبير في العالم بوجه الخصوص و تحدي الثلج و تحدي شارلي  و في تغيير السلوك إشتهرت فيديوهات لا تحكم على الكتاب من غلافه و غيرها، و لكل من هذه الحركات قصة بحد ذاتها فتحدي الثلج كانت مسؤولية إجتماعية بدأ بها مشاهير العالم للتوعية بمرض التصلب العصبي و ذلك إما بسكب قطعات من الثلج على رأس الشخص أو التبرع بمئة دولار لصالح جمعية تقوم بخدمة مرضى التصلب العصبي. و في تحدي شارلي كان الهدف منها هو توعية الناس بالقطب المغناطيسي في كوكب الأرض و تأثيره في حين مع إزدياد فيديوهات تحدي شارلي ظن الناس أنها خرافات الجن التي تقوم بهذه العملية و في حملة لا تحكم على الكتاب من غلافه كان الغرض من هذه الفيديوهات هو توضيح للناس بأن الشخص قد يبدو قبيح الشكل في المظهر الخارجي لكن جميل الروح داخلياً. في عالمنا العربي إنتشر مقاطع قصيرة لتصرفات أناس و رد مباشر لهؤلاء الناس من مقاطع مشاهير بغية الإضحاك أو الإستهزاء أو الإنكار بتصرف ما.

• صورة

مع إنتشار الجيل الثالث للهواتف الذكية كانت الصورة قد إستولت على حيز كبير من المشاركة ، و مع تطور التطبيقات الحديثة كانت الصور تستخدم بشكل فكاهي للتعبير عن قصة معينة او عن ردة فعل معينة. بالإضافة إلى أن بعض الصور تداولها الناس لمناقشة قضية معينة مثل قضية الفستان الأزرق المتغير إلى اللون الذهبي. كان لدور ميم الإنترنت في خاصية الصور تأثير بالغ في ردع بعض التصرفات الشاذة في المجتمعات و قد تأخذ طابع فكاهي لكن الدرس خلف هذه الصور لها طابع عميق جداً

• صوت

و ليس ببعيد عن الإعلام الجديد إستخدام الصوت كأداة لميم الإنترنت ويستخدم في الغالب كإقتباس عن سلوك نتج عن إستخدام الفيديو فيتم إستخدام المقطع الصوتي فقط لينتج منه ميم إنترنت و ربما أشهر تلك الأصوات العربية التي إتخذت حيز الإنتشار هو مقطع لإمرأة مصرية كانت تهاجم سياسة الرئيس الأمريكي أوباما حيال الأوضاع في مصر. و ما أن تم إنتشار المقطع المصور حتى إستخدمها منتجوا الأصوات للتعبير عن رأيها إما بطريقة فكاهية أو إستخدام صوتها كتعبير عن رأي مسيئ.