مع انتشار جائحة كورونا حول العالم نهاية عام 2019م، ومع صدور قرارات دولية نحو تطبيق التباعد الاجتماعي، قررت بعض الدول في بداية عام 2020م إغلاق حدودها ووقف استقبال الرحلات القادمة من الخارج وتعطيل الرحلات الجوية الداخلية، كما ازدادت حدة تلك الإجراءات مع نهاية شهر فبراير من العام ذاته بقرار حظر التجوّل الكلي في جميع المدن والمحافظات، مع سماح بعض الدول بوقف العمل بالحظر لأوقات معينة لقضاء احتياجات المنزل.
وفي مثل هذه الأزمات فإن دور أخصائي الاتصال هو تحديث معلومات الجمهور الداخلي والخارجي بجميع الإجراءات التي تتخذها الجهة التي يعمل عليها من خلال جميع القنوات الاتصالية، وأهمها الموقع الإلكتروني الرسمي لتلك الجهة، لكن لوحظ أن أغلب الجهات الحكومية قد اتخذت من منصة “تويتر” مرجعًا رئيسًا لنشر المعلومات الخاصة بالإجراءات والاحترازات التي تقوم بها لمواجهة جائحة كورونا، ورغم أن “تويتر” الوسيلة المفضّلة لجميع الجهات لكنها ليست عملية لتوعية الناس فقنوات الاتصال الخاصة بالشبكات الاجتماعية وُضِعت للتحديث العاجل والفوري، لكنها تغفل جوانب أخرى هامة للغاية، فإذا ما نظرنا إلى جانب ضروري كعملية حفظ البيانات وإمكانية العودة إليها مرة أخرى من قبل الجمهور المستهدف فسنجد صعوبة بالغة للبحث عنها، نظرًا لأنها تتوارى مع كثرة المنشورات التي توضع عبر منصة الجهة نفسها على شبكات التواصل الاجتماعي، وهنا أمثلة لبعض هذه المنشورات الهامة التي تم نشرها أثناء جائحة كورونا.
تدعو #وزارة_البيئة_والمياه_والزراعة شركات القطاع الخاص التي تشرف عليها الوزارة أو القطاعات التابعة تقديم المستندات المطلوبة للحصول على التصاريح المؤقتة للاستثناء من تعليق التجول. pic.twitter.com/hlDGhiNsgd
— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) April 12, 2020
#وزارة_الموارد_البشرية_والتنمية_الاجتماعية تصدر الدليل الإرشادي المؤقت لـ #العمل_عن_بُعد في القطاع الخاص.https://t.co/3z3mRLIXnV pic.twitter.com/bz2jqS2AFI
— وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (@HRSD_SA) March 16, 2020
ومن خلال التغريدات أعلاه، نجد أهمية إنشاء صفحة إلكترونية طارئة –يمكن الاستغناء عنها بمجرد انتهاء مهامها- تجمع كافة المعلومات التي يحتاجها الجمهور المستَهدف لكل فئة من فئات الجهات الحكومية، بحيث تكون المرجع الأساسي لأي شخص يود الاستفسار عن أي معلومة تخص تلك الجهة أثناء الجائحة، وذلك من خلال تحديث المعلومات بشكل مستمر، لتصبح قنوات الشبكات الاجتماعية بمثابة بنك معلومات للأفراد للاستفادة والعودة إليها عند الحاجة، ونجد أن معظم الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة لم تنشئ صفحة إلكترونية خاصة بطريقة التعامل والإجراءات التي ستتخذها أثناء الجائحة، ويمكنك أن تبحث على سبيل المثال ما هي الإجراءات التي اتخذتها جامعة الملك سعود أثناء الجائحة وكيف قامت بتوعية جمهورها الداخلي والخارجي.
وعلى سبيل المثال، تُعَد الهيئة العامة للجمارك من الجهات الحكومية التي كانت سباقة في إنشاء صفحة متخصصة تحتوي على جميع المعلومات التي يحتاجها الأفراد والشركات من معلومات وخدمات تقدمها الهيئة أثناء الجائحة، حيث احتوت على جميع التحديثات التي قامت بها الهيئة بالإضافة إلى تخصيص قسم خاص يحتوي على معلومات وإرشادات منقولة من وزارة الصحة رغم أنه كان ينقصها بعض المعلومات المهمة والأساسية والتي ستكون فائدتها عظيمة للجمهور المستهدف، منها:
- ماهي الإجراءات التي اتخذتها الهيئة للحفاظ على سلامة الشحنات؟
- آلية التواصل والاستفسار.
- الأسئلة الأكثر شيوعاً أثناء جائحة كورونا للأفراد وشركات الشحن وغيرها.
- تفاصيل مبادرة تأجيل الرسوم الجمركية.
هنا بعض الأمثلة لجهات وقطاعات دولية وإقليمية خصصت صفحات إلكترونية خاصة للتوعية بإجراءاتهم أثناء جائحة كورونا.