- 05 يونيو 2015 ،
- 12:18 ص
عبر الزمن كان نقل الأخبار و واقع الأحداث يمر عبر مراحل عديدة جداً ففي العصر الحجري كان يصور الإنسان الواقع الذي يعيشه من خلال رسومات على جدران الكهوف ، و في العصور المتقدمة كان إستخدام حمام الزاجل لإرسال خبر أو برقية هي الوسيلة الوحيدة لإيصال المعلومة. حتى إكتشف الإنسان التكنولوجيا الحديثة بدأ بالراديو إلى الصور المتحركة الصامته إلى التلفاز الذي يذيع صوتاً و صورة مرورا بثورة المعلومات الحاسوبية و نظام الإتصال الوهمي ( الإنترنت ) حتى وصل بنا الحال الى عالم الشبكات الإجتماعية.
من خلال تجربتي البسيطة في دراسة الإعلام فإنه بحر من العلم في فلسفة المعلومة و القيمة الحقيقية خلف المعلومة التي تريد إيصالها فتشعب من الإعلام مسارات كثيرة لا حصر لها بدأ بالصحافة ، العلاقات العامة ، التصميم الجرافيكي ، الإنتاج السينمائي و العديد من التفرعات حتى أصبحت مسارات متخصصة. كانت لكل من هذه المسارات خط يوازي لا يتقاطع مع المسارات الأخرى فإن كنت تريد أن تقرأ خبراً صحفياً من جريدة فكان السبيل الوحيد هو أن تذهب إلى الدكان لتحصل على جريدة يحتوي على الخبر الذي تريد قرائته و ينطبق هذا على جميع الأمثلة فلا تستطيع على سبيل المثال أن تشاهد فيلماً بواسطة جهاز الراديو أو من خلال صفحات الجرائد. و مع تطور نظرية الإعلام و طريقة عرض وقائع الأحداث كانت هناك وسائل عديدة لإيصال الرسالة لكن الصعوبة تكمن في إيصالها بشكل موثق فالصورة كانت ربما هي الأداة الوحيدة التي توثق المناسبات في ذلك الوقت
في عام 1878م قام المصور إيدورد مايبرجد بتصوير أول صورة حركية لحصان يجري في إحدى مزارع بالو ألتو بولاية كاليفورنيا و هي الصورة أعلاه ، و كانت هي المبادرة الحقيقية لإنطلاق عالم التصوير الرقمي و محاولة إختراع ألة جديدة لتوثيق الأحداث و على مر الأعوام كانت هناك محاولات كثيرة لنقل الأحداث بشكل مباشر فنجح الراديو كأداة قبل التلفاز و هكذا على مر السنين محاولات عديدة لنقل الخبر بإستخدام أدوات جديدة و إظهار جانب إبداعي في طريقة عرضها. إن ثورة الشبكات المعلوماتية التي تطورت منذ التسعينات الميلادية بشكل درامي جعل إيصال المعلومة بالشكل المناسب إلى الطرف الأخر أمراً يسيراً للغاية فالأجهزة المستخدمة في عام 1990م غير تلك الأجهزة التي تستخدم في وقتنا الحالي أي بعد ربع قرن تحول إنتظارنا للحصول على خدمة خط هاتف منزلي يُمكننا للإتصال على الأقارب و الأصدقاء لنسمع أخر أخبارهم، إلى زمن لا نستطيع أن نعرف ما يدور على بعد أمتار من المكان الذي نتواجد فيه بسبب تدفق معلومات كثيفة
من خلال الأجهزة التي نحملها معنا أينما كنا. هل مر عليك اسم وزارة البرق و البريد و الهاتف؟. و عبر الزمن كان إستخدام الأدوات لإيصال المعلومة أمر مهم جداً، فالصورة وحدها قد لا تكفي في بعض المناسبات لسرد ماحدث فعلاً في تلك المناسبة و ربما لا يكفي أن يكون صوت مذيع ينقل مباراة كرة قدم عبر الراديو ليعطيك الصورة الحقيقية لطريقة إحراز اللاعب هدف المباراة و ربما خبر صحفي يعبر عن الصعوبات التي واجهها شخص ضل طريقه في صحراء قاحلة كافية لتصور مدى صعوبة الموقف. هل تعلم بأن أمريكا أُجبرت على سحب جنودها من الحرب الأهلية في فيتنام بسبب الصورة أدناه ؟
تخيل للشعب الأمريكي بأن الجيش يعيث فساداً في فيتنام حيث ظن غالبية كبيرة من الشعب الأمريكي بأن الجيش يقتل الأبرياء من الشعب الفيتنامي بسبب هذه الصورة لأن الصورة هي الأداة الوحيدة في ذلك الزمن لتوثيق الأحداث ، لكن الواقع فإن عملية الإعدام هذه كانت لأحد القيادات في الفيتنام الشمالي .
و تطور الإعلام تدريجياً حتى أصبح السلطة الرابعة في أنظمة الحكومات و المؤسسات و أداة لتوجيه الرأي العام والتاريخ يشهد كيف كان للإعلام دور بارز في تغيير بعض مجريات التاريخ وفي الحقيقة هناك أمثلة كثيرة جداً لكن أكثرها تأثيراً ذلك الخطاب المتلفز للمناضل الأمريكي مارتن لوثر كينغ عندما أذاع خطابه التاريخي ” لدي حلم ” و كان لهذا الخطاب التأثير الكبير على عامة المجتمع الأمريكي بعد سنوات من العبودية و العنصرية بين ذوي البشرة البيضاء و ذوي البشرة السوداء.
و في الجانب الأخر عندما تم إغتيال الرئيس الأمريكي كيندي و تم إذاعة الخبر في الراديو كانت التفاصيل الدقيقة مهمة جداً و هناك أسئلة كثيرة لتوضيح معالم الجريمة كوننا نستمع أكثر ما نرى عند البرامج التي تذاع في الراديو. هناك أسئلة منطقية مثل كيف تمت طريقة الإغتيال؟ أين ؟ و العديد من الأسئلة ، أغمض عينيك و إستمع إلى هذا المقطع و هو أول مقطع يذاع فيه خبر إطلاق نار على الرئيس الأمريكي جون اف كينيدي. إذا ما هو الإعلام الجديد؟ بشكل مبسط هو إعلام ينقل المعلومة بعدة أشكال على شكل صورة و فيديو و صوت و يتم تغليفها بشكل جذاب من حيث المحتوى و الإخراج النهائي بحيث يرسل المعلومة بشكل مبسط جداً. ففي هذا المقال وحده شاركت معكم و جمعت لكم نصاً وصوتاً و صورة و فيديو وسهلت لكم المعنى بأدوات الإعلام الجديد في مكان واحد وربما أفضل تعريف للإعلام الجديد هو مقدمة جامعة أيوا الحكومية عن الإعلام الجديد.